في ذكرى اليوم الوطني.. مواقف تاريخية في حياة الملك عبدالعزيز

تحتفل المملكة العربية السعودية في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، بذكرى اليوم الوطني، وهي ذكرى توحيد هذه البلاد وإعلان المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وتصادف هذه الذكرى في هذا العام يوم الخميس 14 شوال 1431هـ، وفق تقويم أم القرى.
في هذه الذكرى الطيبة، يسترجع المواطنون السعوديون مسيرة وحياة الملك المؤسس، يرحمه الله، ويقفون على مواقف تاريخية في حياته رسمت معالم مملكة حديثة تمكنت من استثمار الاستقرار السياسي الذي وضع الملك عبدالعزيز لبنته الأولى، لتبني عليه اقتصاداً قوياً ومجتمعاً واعياً يسهم في بناء عالم اليوم ويقوم بدور فاعل على الساحتين الإقليمية والعالمية.
محاضرة للأمير سلمان
ولعل أفضل ما يمكن الحديث عنه في هذا السياق، هو التذكير ببعض ما جاء في محاضرة ألقاها الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض، في جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1429هـ ووثقتها دارة الملك عبدالعزيز بالرياض في كتاب أصدرته مؤخراً بعنوان المحاضرة «ملامح إنسانية من سيرة الملك عبدالعزيز».
وجاء في تقرير أصدرته وكالة الأنباء السعودية (واس) عن هذا الكتاب؛ أن الأمير سلمان قد رسم في محاضرته صوراً حية لمواقف تاريخية جسَّدت العدل والإيمان الصادق للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يرحمه الله، حيث روى الإبن عن أبيه الملك المربي والقدوة الحسنة حنكة وحكمة اشتملت على كثير من الخصائص والقيم السامية في حياته.
وقال الأمير سلمان؛ تاريخ الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، لا يقتصر على جوانب الكفاح وإنجازات التوحيد والبناء فحسب، التي هي مهمة ومعلومة للجميع، وإنما يتضمن جوانب كثيرة تبرز فيها شخصيته الإنسانية، وبما أنني واحد من أبنائه تربيت على يديه، فإن حديثي سيكون معتمداً على ما وعيته وسمعته وقرأته واطلعت عليه من روايات الثقات من كبار الأسرة ورجال الملك عبدالعزيز.
وحكى أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، قصة منارة هادية للأجيال الآتية عن شخصية قائد صنع المجد، وأسس دولة المؤسسات والنظام، لها مكانتها إقليمياً وعالمياً، واقتصادياً وسياسياً، وفي كل المجالات، بعد أن ملأ اليقين قلبه فأصبح ملكاً في كل خصلة من خصال الخير وشمائل الوفاء.
وتحدث الأمير سلمان عن وحدة الوطن التي حققها الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، على أرض الجزيرة العربية، وعن علاقته بوالده، وتأدبه معه وتقديره له، مشيراً إلى أن الملك عبدالعزيز عندما تمكن من دخول الرياض استقبل والده قادماً من الكويت، وأعلن بكل أدب البيعة له في مسجد الجامع الكبير في الرياض حاكماً على البلاد، إلا أن والده نهض معلناً البيعة لابنه لثقته به، فقبل الملك عبدالعزيز مشترطاً جعل حق الرأي الأول في الأمور المهمة لوالده الإمام، وغير ذلك من مواقف الاحترام والتقدير بين الأب والابن. ثم تطرق الأمير سلمان لتديُّن والده الملك عبد العزيز، يرحمه الله، الذي كان من أسباب نجاحه في تحقيق ما هدف إليه من إعادة تأسيس الدولة السعودية، ونشر الأمن والاستقرار بعون الله عزَّ وجل، وكانت مجالسه تحفل بقراءة القرآن الكريم والمصادر الشرعية والتراثية من قبل علماء أجلاء، كما كان لا يقبل أي ممارسات مخالفة للشريعة.
وألمح الأمير سلمان إلى اهتمام والده بالمرأة والأسرة وسعيه الدائم للعدل والإنصاف بين الجميع مع ما كان يتمتع به من العطف والكرم، إذ كان يعطف على الناس، ويتفقد شؤونهم، ويتولى بنفسه توزيع الصدقات وأسرته، مستشهداً بعديد من الوثائق.
عنايته بمكة المكرمة وأهلها
وتحدث الأمير سلمان عن عناية الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة، وحرصه على أن تشهد أرضها المباركة أحداثاً مهمة كانت أساساً للبناء الحضاري الذي شهدته المملكة العربية السعودية فيما بعد، حيث بلغ من بر المليك بالبلد الحرام وأهله وثاقب فكره أن أسند كثيراً من مهام الإصلاح والتنظيم والتطوير إلى رجالات البلد الذين التفوا حوله.
ومن عالي همته، يرحمه الله، وسديد حكمته أن بادر إلى إقامة المؤسسات التعليمية والثقافية والمراكز التنظيمية، فكان مما سارع إلى إنشائه مجلس الوكلاء، فمجلس الشورى، ثم أسس صحيفة أم القرى. ولم يكد يمضي عام من دخوله مكة المكرمة حتى أسس أول مديرية للمعارف العامة، وعدداً من المدارس منها المعهد العلمي السعودي، وتتابع بعد ذلك افتتاح المدارس والمعاهد لتتوج في سنة 1369هـ بافتتاح كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ثم كلية المعلمين في سنة 1372هـ التي أصبحت كلية التربية فيما بعد، وهما نواة جامعة أم القرى ومنطلق التعليم العالي الأول في المملكة العربية السعودية.
الصور من شركة أرامكو السعودية.

يسلمووووووووووووووووووو على الموضوع الرائع

مشكور خيو